إنّ التفريق بين اشكال الشركات وأنواعها وميزات وعيوب كل شكل من أشكالها يعتبر أحد أهم الخطوات لإطلاق أي مشروع. بالتالي يتوجب انتقاء الشكل القانوني المناسب للشركة الناشئة بعناية وبعد مقارنة جميع الجوانب التي تميز كل نوع من أنواع الشركات عن الآخر.
أضف إلى ذلك أن خطوة اختيار الشكل القانوني للشركة تعتبر من محدّدات أسلوب الحوكمة الذي سيتم اتباعه فيما بعد مرحلة تأسيس الشركة.
تعريف الشركة
الشركة هي عبارة عن صيغة أو وسيلة لتنظيم نشاطات اقتصادية، يُنظر إليها بصفتها كياناً قانونياً يمثّل اتّحاداً لأشخاص طبيعيين كانوا أم اعتباريين، أو حتى مزيجاً بين الاثنين، تجمعهم غايات وأهداف مشتركة يطمحون إلى تحقيقها.
وتختلف الشركات عن بعضها البعض في عدّة جوانب، منها مسؤولية الشركاء او المالكين، مصادر رأس المال ومرونة الحصول على التمويل، بالإضافة إلى حجم الأنظمة والقوانين المفروضة على الشركة من الحكومات او السلطات.
في هذا المقال، سنتعرف على أشكال وأنواع الشركات المختلفة، وسنذكر أمثلة على كل نوع منها كما سنقارن الجوانب التي تميزها عن بعضها.
.تنقسم الشركات حسب حجمها إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الصغرى والمتوسطة والكبيرة
ويعتمد تصنيف الشركات حسب حجمها على حجم القوى العاملة في كل نوع منها.
ما يهمنا في هذا المقال هو الأشكال القانونية للشركات حيث سنحاول تعريفكم على معظم الأشكال المتعارف عليها.
اشكال الشركات الأساسية:
بحسب قوانين وأنظمة غالبية الدول في العالم فإن الشركات تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
الشركات الفردية:
هي شركات تتألف من شخص واحد فقط يملكها ويديرها وفي الغالب يكون خبيراً في النشاط الاقتصادي لهذه الشركة.
وهي تمتاز بسهولة تأسيسها وإدارتها. وبحرية مالكها في اتخاذ القرارات. ولا تحتاج في الغالب إلى رأسمال كبير ولا إلى عدد كبير من الموظفين.
كما يمكن لها التخصص في نشاط معين يتقنه صاحب الشركة، أضف إلى ذلك المرونة فيما يتعلّق بتغيير نشاط الشركة بحسب رغبة صاحبها وتوجهاته.
بعض المزايا التي قد تجذب بعض اأافراد لهذا النوع من الشركات هي عدم وجود شركاء يتدخّلون في صنع القرار أو يشاركون في حصص الأرباح.
ومع ذكرنا لمميزات هذا النوع ينبغي ذكر بعض سلبياتها من قبيل:
أن المالك يتحمل مسؤولية غير محدودة عن التزاماتها بالتالي تبرز إمكانية تأثير المخاطر المالية أو القانونية بشكل مباشر على المالك.
كما أن هذا النوع يعتمد بشكل كبير من ناحية التمويل على المالك بالدرجة الأولى. الأمر الذي قد يجعل مصادر رأس المال المتاحة لهذا النوع محدودة وغير متنوعة.
ومن بعض التحديات التي قد تبرز لهذا النوع من الشركات هي عدم استفادتها من خبرات او مهارات شركاء آخرين. وارتفاع احتمالية حدوث أزمات في حالة غياب أو وفاة صاحب الشركة.
ومن الأمثلة على هذا النوع من الشركات هي المحلات التجارية والمطاعم الصغيرة والورش والمزارع الخاصّة وغيرها.
الميزات:
- سهولة التأسيس وقلّة الكلفة
- بساطة وقلّة القوانين الناظمة
- تحكّم المال بشكل كامل في عمليات صنع القرار
- احتفاظ المالك بكامل الأرباح
العيوب:
- مسؤولية المالك غير محدودة
- محدودية الوصول إلى مصادر تمويل
- لا يمكن زيادة رأس المال من خلال بيع حصص
- استمرارية الشركة مرهونة برغبة المالك في الاستمرار
- المالك قد لا يمتلك الدراية والمهارة الكافية لإدارة الشركة باحتراف
شركات الأشخاص:
هي شركات تتألف من اثنين أو أكثر من الأشخاص يتشاركون في رأس المال والإدارة.
تنقسم شركات الأشخاص إلى عدة أنواع تختلف بحسب قوانين الدولة المشرعة لها، ومن أنواع شركات الأشخاص ما يلي:
وعلى غرار الشركات الفردية فإن شركات التضامن تمتاز بسهولة تأسيسها وإدارتها وعدم الحاجة إلى رأس مال كبير لبدء العمل وفي الغالب لا تحتاج إلى عدد كبير من الموظفين.
كذلك تتمتع بالسرية في إدارة الأعمال من حيث عدم إلزامية نشرها لقوائمها المالية والإفصاح العام.
كما تتميز بتعدّد مصادر رأس المال وتقسيم المسؤوليات والخبرات بين الشركاء.
ولكنها تمتاز عن الشركات الفردية بأنها يمكنها الوصول إلى مصادر تمويل أكثر تنوعاً حيث يمكن زيادة رأسمالها من خلال ضم شركاء جدد.
وكذلك تمتاز عن الشركات الفرديّة بقدرتها على الاستفادة من خبرات ومهارات شركاء مختلفين.
ومن ناحية عيوبها فإنها تشبه الشركات الفردية من ناحية المسؤولية غير المحدودة للشركاء.
كذلك من العيوب التي تنفرد بها هذه الشركات صعوبة نقل حصص الشركاء واحتمالية حدوث خلافات بينهم.
ويعيبها أيضاً عدم قدرتها على الوصول إلى مصادر تمويل معينة مثل الاكتتاب العام للأسهم.
كما تبقى احتمالية انسحاب أحد الشركاء عن قصد أو لأسباب قاهرة تشكل خطراً على استمرارية الشركة.
ومن الأمثلة على هذا النوع من الشركات هي مكاتب المحامين والمحاسبين وعيادات الأطباء التي يشترك فيها اثنين أو أكثر.
وهناك عدة أشكال من الشركات تندرج تحت تصنيف شركات الأشخاص:
شركات التضامن:
حيث تكون المسؤولية غير محدودة لجميع الشركاء وجميعهم يتشاركون الارباح ويتحملون الخسائر ويشاركون في صنع القرار.
الميزات:
- سهولة التأسيس وقلّة الكلفة
- بساطة وقلة القوانين الناظمة
- امكانية أكبر للوصول الى مصادر رأس المال
- الاستفادة من خبرات ومهارات الشركاء
- احتفاظ المالكين بكامل الارباح
العيوب:
- مسؤولية المالكين غير محدودة
- لا يمكن زيادة رأس المال من خلال بيع حصص
- استمرارية الشركة مرهونة برغبة واحد أو أكثر من المالكين في الاستمرار
- إلزامية موافقة جميع الشركاء على جميع القرارات
شركات التوصية البسيطة:
هذه الشركات تتكون من الشركاء ذوي المسؤولية غير المحدودة بالإضافة إلى شركاء ذوي مسؤولية محدودة.
وتترك مهمّة إدارة الشركة للشركاء الذين يتحملون مسؤولية غير محدودة تتجاوز نسبة مشاركتهم في رأس المال إلى أموالهم الخاصة. أما الشركاء ذوي المسؤولية المحدودة فيشاركون في رأس المال فقط ولا يشاركون في صنع القرار. بالتالي لا يتحمّلون سوى قدر مشاركتهم في رأس المال
الميزات:
- وصول أكبر الى مصادر رأس المال
- احتفاظ المالكين بكامل الارباح
- الخبرات والمهارات متاحة بشكل أكبر
- محدودية المسؤولية بالنسبة لبعض الشركاء
العيوب:
- الشركاء العاديين ذوي مسؤولية غير محدودة تجاه التزامات الشركة
- القرار بيد الشركاء العاديين (ذوي المسؤولية غير المحدودة)
- تنطوي على نوع من التعقيد والكلفة
- ملائمة فقط في بعض الحالات
شركات التوصية محدودة المسؤولية:
هذا الشكل الفريد من شركات التضامن ينتشر بين أصحاب التخصصات المهنية والفكرية مثل شركات المحاسبة والمحاماة. وتكون مسؤولية الشركاء محدودة، حيث يشتركون في إدارة الشركة ولا يتحمل أي من الشركاء عواقب عدم التزام شريك معيّن بالمعايير المهنية، بل يتحمل هذا الشريك منفرداً جميع المخاطر التي نتجت عن عدم التزامه.
الميزات:
- الشركاء مسؤوليتهم محدودة
- شخصية اعتبارية تمكنها من حيازة الأصول والاقتراض
- الضريبة يتم احتسابها على دخل الشركاء
العيوب:
- أنظمة الكثير من الدول لا تتيح هذا الشكل
- ارتفاع كلفتها
- ملائمة أكثر للشركاء المهنيين ولا تصلح للأفراد المهنيين
- لا يمكن زيادة رأس المال من خلال بيع حصص
شركات المحاصّة:
وهذا النوع من الشركات لا يعتبر واحداً من الأشكال القانونية للشركات بالمعنى الحرفي، إنما هو شكل من أشكال التشاركيّة المؤقتّة في إدارة مشروع معين أو نشاط اقتصادي محدّد بهدف تظافر مصادر كل من الأطراف المشاركة وتقاسم المصاريف وبالتالي تقاسم الأرباح أيضاً. و يتم انتهاء شركات المحاصّة وفضّ الشراكة بمجرد انتهاء الغرض من وراء انشاءها.
الميزات:
- محدودة المسؤولية
- شخصية اعتبارية تمكنها من حيازة الأصول والإقتراض
- توافر الخبرات والمهارات بشكل أكبر
- المرونة
العيوب:
- مكلفة ومعقّدة
- قد تجمع شركاء مختلفين تماماً في التوجّهات والأفكار
- قد تخضع لضرائب إضافيّة بشكل منفصل عن الشركاء فيها
شركات الأموال:
هي شركات تتألّف من شخصين أو أكثر يساهمون في رأس المال بحصص متساوية أو غير متساوية.
وتنقسم شركات المساهمة إلى:
شركات المساهمة الخاصّة:
هي شركات ذات ملكية خاصّة يمكنها إصدار الأسهم مع عدم إمكانية تداول هذه الأسهم في الأسواق الماليّة، كما لا تخضع للتدقيق من قبل هيئات الأوراق الماليّة.
الميزات:
- مسؤولية محدودة
- زيادة رأس المال من خلال طرح أسهم
- شخصيّة اعتباريّة تمكنها من حيازة الأصول والإقتراض
- توافر الخبرات والمهارات بشكل أكبر
العيوب:
- معقّدة بشكل كبير ومكلفة
- تخضع لقوانين وأنظمة أكثر من أي شكل آخر من الشركات
- بالإضافة للقوانين فهي ملزمة باتبّاع ما ورد في عقد تأسيسها
شركات المساهمة العامّة:
هي شركات ذات ملكية عامة، يتم طرح أسهمها للإكتتاب الأوّلي ويمكن لعامّة النّاس الإكتتاب فيها (تبعاً لقوانين الدولة طبعاً). كما يمكن تداول أسهمها في الأسواق الماليّة. وتخضع للتدقيق من قبل هيئات الاوراق المالية.
الميزات:
- محدودة المسؤولية
- يتم إخضاعها للضريبة ككيان مستقل
- الحصول على رأس المال من خلال الإكتتاب الأوّلي
- زيادة رأس المال من خلال طرح أسهم جديدة
- سهولة أكبر في نقل حصص الشركاء
- لها قدرة أكبر على جذب المستثمرين
- شخصية اعتباريّة تمكنها من حيازة الأصول والإقتراض
- توافر الخبرات والمهارات بشكل أكبر
- لها قدرة أكبر على تحقيق الإستمرارية
العيوب:
- معقّدة بشكل كبير ومكلفة
- تخضع لقوانين وأنظمة أكثر من أي شكل آخر من الشركات
- بالإضافة للقوانين فهي ملزمة باتبّاع ما ورد في عقد تأسيسها
- كما تخضع أيضاً للتدقيق من قبل هيئة الأوراق الماليّة
- ملزمة بنشر قوائمها المالية والإفصاح العام
- قد تخضع قراراتها لتأثير المساهمين الذين قد لا يمتلكون الخبرة الكافية
- قد تتأثر سمعتها تبعاً لتقلبات أسهمها
من الأمثلة على هذا النوع من الشركات هي شركات التأمين والبنوك والطيران.
مقارنة أنواع الشركات:
| نوع الشركة | مسؤولية الشركاء | مصادر رأس المال | القوانين المفروضة |
|---|---|---|---|
| الفردية | غير محدودة | محدودة | بسيطة |
| التضامن | غير محدودة | محدودة | بسيطة |
| التوصية البسيطة | خليط | متنوعة الى حد ما | متوسطة التعقيد |
| التوصية محدودة المسؤولية | محدودة | متنوعة الى حد ما | متوسطة التعقيد |
| المحاصة | محدودة | محدودة | بسيطة |
| المساهمة الخاصة | محدودة | متنوعة بشكل كبير | اكثر تعقيداً |
| المساهمة العامة | محدودة | الاكثر تنوعاً | الاكثر تعقيداً |
لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن أنواع الشركات تختلف من دولة لأخرى. كما تختلف مسمّياتها أيضاً. ولا بدّ أنّ هنالك أيضاً أنواع أخرى من الشركات غير المذكورة في هذا المقال. بعضها متاح في دولة دون غيرها، وبعضها الآخر قد يتم تصنيفها كشركات في بعض الدول دون غيرها، مثل المنظّمات غير الهادفة للربح التي تندرج ضمن الأشكال القانونيّة للشركات في بعض الدول.
وفي هذا المقال، قدمنا نظرة عامة عن أشكال الشركات المختلفة المتعارف عليها عموماً، بالإضافة إلى أشكال أخرى قد لا تكون معروفة على نطاق واسع ولكن تم ذكرها للفائدة. وقد ذكرنا أمثلة على كل نوع منها وقارنّاها من ناحية مسؤولية الشركاء أو المالكين، ومصادر رأس المال، وحجم الأنظمة والقوانين المفروضة. كما ذكرنا بعض المزايا والعيوب التي يمكن من خلالها التفريق بين كل نوع من انواع الشركات.
جزاكم الله خير الجزاء واحسنه ، كانت المقالة غاية في الاهمية ، اضافت العديد من المعارف لدينا و وضحت بعض الامور التي لم تكن واضحة ..
شكراً لكم على التفاعل والتشجيع الذي يدفعنا دائماً لتقديم الأفضل، برجاء ألا تترددوا أيضاً بتقديم أي مقترحات للتحسين